تلق دعوة معسكر الحسن وتارا الى الإضراب العام بهدف دفع لوران غباغبو الى التنحي تجاوبا كبيرا في ابيدجان الاثنين.
و يخضع الرئيس المنتهية ولايته في هذه الأثناء لضغوط متزايدة وسط تهديد بتحرك عسكري ينفذه جيرانه في غرب افريقيا ضده.
وكان سير العمل عاديا في مينائي أبيدجان وسان بيدرو من حيث تُشحن معظم صادرات البلاد من الكاكاو طبيعيا صباح يوم الاثنين.
كما شهدت منطقة بلاتو التجارية وسط أبيدجان حركة عادية إذ كانت مزدحمة والمتاجر والمكاتب مفتوحة.
وفي مدينة بواكيه معقل مؤيدي واتارا امتثل بعض أصحاب المتاجر لدعوة الاضراب على الرغم من أن البنوك ووسائل النقل العامة كانت تعمل.
وقال أحد المسؤولين في شركة لتصدير الكاكاو في ميناء سان بيدرو لوكالة رويترز: "الكل في عمله هذا الصباح."
واضاف
قائلا: "صحيح أن البلاد ما زالت في موقف صعب سياسيا لكننا نحاول القيام
بما يمكننا القيام به. الكاكاو موجود بكميات كبيرة منذ فترة من الوقت
وهدفنا هو تصديره بقدر ما نستطيع."
وقال ايبروتي أسومو جان التاجر
في منطقة كوكودي في أبيدجان: "مواطنو ساحل العاج يعيشون يوما بيوم. حين
يطلب منا شخص ألا نعمل فهو يطلب منا أن نصوم عن الزاد. بالنسبة للموظفين
الحكوميين قد لا يمثل الامر مشكلة أما بالنسبة لنا فهذه مشكلة حقيقية."
وتغرق
ساحل العاج في أزمة خطيرة منذ انتخابات 28 نوفمبر/ تشرين الثاني ترافقت مع
أعمال عنف دامية خلفت مقتل 173 شخصا حسب الأمم المتحدة و53 بحسب حكومة
باغبو.
وبعد اعتراف الأمم المتحدة بسفير معسكر وتارا، افادت فرنسا بدأت الإعدادات لإقرار سفيره في باريس انطلقت.
ويعد منصب سفير في فرنسا -القوة الاستعمارية سابقا والشريك الاقتصادي الاساسي- اساسي للسلطة في ساحل العاج.
كما
أفاد مصدر في الشرطة الفرنسية لوكالة فرانس برس بأن انصار وتارا "سيطروا"
الاثنين على سفارة ساحل العاج في باريس من دون حادث يذكر.
وقال هذا المصدر "لقد سيطروا على السفارة وهناك نحو 30 شخصا منهم في الداخل و20 في الخارج. إنهم انصار وتارا ولم يحصل اي حادث مهم".
ومن
المتوقع ان يصل إلى ابيدجان يوم الثلاثاء وفد يضم ثلاثة رؤساء دول افريقية
غربية سيطلبون من باغبو التنحي عن السلطة لمصلحة خصمه الحسن وتارا، وتجنب
حملة عسكرية محتملة تقودها دول في غرب القارة للاطاحة به.
ويضم وفد
الرؤساء الأفارقة كل من رئيس بنين بوني يايي ونظيراه لسيرا ليون ارنست
كوروما والرأس الاخضر بيدرو بيريس الثلاثاء الى ابيدجان.
ويفترض ان
يطلب الوفد من باغبو مغادرة الرئاسة باسم المجموعة الاقتصادية لدول غرب
افريقيا التي هددت باللجوء الى "القوة المشروعة" ان لم ينصع الى مطلبها.
وأيد
الاتحاد الافريقي يوم الإثنين الجهود الاقليمية وبعثة الزعماء الثلاثة
الرامية لانهاء الازمة. وقال في بيان انه طلب من الرئيس الكيني رايلا
أودينجا "متابعة الموقف".
لكن باغبو قال في مقابلتين في صحيفتي لو
فيغارو ولوموند الفرنسيتين: "ينبغي أخذ جميع التهديدات مأخذ الجد. لكن هذه
أول مرة ستكون فيها الدول الافريقية مستعدة لمحاربة دولة أخرى لان
الانتخابات سارت فيها على نحو خاطئ."
وعلل باغبو بقاءه باحترام
القانون في إشارة إلى المجلس الدستوري وهو السلطة القضائية الأعلى في ساحل
العاج والذي أعلن عن فوزه بالرئاسة بعد أن أعلنت اللجنة الانتخابية عن فوز
خصمه وتارا.
وندد الرئيس المنتهية ولايته "بمؤامرة" بقيادة الولايات
المتحدة وفرنسا محذرا من امكانية اندلاع "حرب اهلية" في ساحل العاج التي
شهدت حربا مشابهة عامي 2002-2003.
وقال باغبو "قد تحدث فوضى داخلية، وحرب اهلية في ساحل العاج لاننا لن نسمح بالمساس بحقنا ومؤسساتنا".
وسبق ان حذرت حكومته بوضوح من كل عملية لمنظمة دول غرب افريقيا مشددة على وجود
ملايين المهاجرين من غرب افريقيا على اراضيها حيث يمكن ادخالهم في النزاع.
وتدفع
المخاوف من أعمال عنف جديدة عددا متزايدا من العاجيين الى مغادرة البلاد.
وفر حوالى 14 الفا الى ليبيريا منذ حوالى شهر بحسب مفوضية الامم المتحدة
العليا للاجئين.